Tuesday, 5 January 2010

هذه فـــتــــح .. هذه الــعــــاصـــفـــة الجزء الثاني

ذكرنا في العدد السابق كيف ان فتح عملت على قلب الاستراتيجية العربية السياسية والعسكرية وتوقفنا عند مرتكزات فتح في تعاملها مع ذلك الواقع السائد فكانت هذه المرتكزات المرتكز الاول تحرير فلسطين طريق الوحدة العربية كانت الوحدة شعارا وهدفا مرفوعا دون محتوى فكيف تتم الوحدة وبين من ومن وعلى اية ارضية وكثيرا هم من تستروا تحت شعار الوحدة لاغتيال الوحدة .. فالوحدة العربية سلكت في الواقع العربي عدة خطوات منها التنسيق ومنها التكامل ... ونلاحظ بأن العلاقات القائمة بين الدول العربية تتأرجح بين هذه وتلك وتؤدي بالنهاية عند اثارة الخلافات الى قطع العلاقات والى اغلاق الحدود كما ان التباين في الانظمة العربية واتجاهاتها وقوانينها وواقعها بين ملكية وجمهورية وطنية ولا وطنية يجعل من الوحدة هدفا بعيد المنال وهناك امر اخر فان كان لكل شعب عربي دور في الوحدة وان كيانه يتبلور ايضا في هذه الوحدة فأين كيان الشعب الفلسطيني في هذه الوحدة ؟؟ ام هل نبقى غرباء في الواقع السياسي العربي .. ان شعار الوحدة يعطي الحكام العرب العرب المزيد من المناورة والخداع .. فجاءت حركة فتح لتقول اختلفوا فيما بينكم كما تريدون وقولوا ما تشاؤون ولكنني اطرح برنامجا للوحدة وارضا يلتقي عليها الحكام العرب وشعوبهم اطرح قضية فلسطين فهل من خلاف بينكم عليها ؟؟ لن يجرؤ احد على القول نعم لا نريد نظاما اجتماعيا ولا واقعا سياسيا ولا تباينا في وجهات النظر انا ادعوكم للوحدة من اجل فلسطين وفوق ارض فلسطين ان هذا الشعار يكشف زيف المنادين بالوحدة ويضعهم على المحك الصحيح هل هم جادوون في طرح هذا الشعار؟؟ كلكم تنادون بالوحدة وكلكم تنادون بتحرير فلسطين ولكني ارسم لكم الطريق العملي لتحرير فلسطين فكان شعار فتح تحرير فلسطين طريق الى الوحدة العربية .. سارعت كثير من الانظمة العربية انذاك لتستر واقعها فغمدت ايديها في الساحة الفلسطينيةوانشأت تنظيمات فلسطينية لتقول انني مؤمن بالتحرير والوحدة وها هو لي تنظيم في الساحة الفلسطينية يعمل بأمري ولكن كان هذا الالتزام وهذا المنطق هروبا من مواجهة الواقع ومنطق مزايدة وكل تنظيم من هذه التنظيمات له يوم وتوقيت معين لينقلب فيه على التوقيت الفلسطيني .. لقد صفق شعبنا للوحدة بين سوريا ومصر وبكى للانفصال يوم وقع فقوى الشر والتأمر بقيت تعمل من اجل تحطيم هذه الوحدة حتى تمكنت منها واظهرت واقعا رجعيا في سوريا انقض على الوحدة وطعن الامة العربية في أعز أمانيها ان تحقيق الوحدة العربية قضية بعيدة المنال ولن تحدث في وقت قريب فهل نؤجل التحرير الى ان تتم هذه الوحدة؟؟ والى ان يحكم الانظمة العربية نظام واحد يلتقون حوله واذا نحن اجلنا عملية التحرير ماذا سنكون قد اعطينا العدو الصهيوني ؟؟ سيقى يكبر وينمو ويتسع وبالتالي سيكون واقعا مؤثرا على الامة العربية بأسرها وان كانت فلسطين هي الهدف فبقية البلاد العربية هدف لاحق للعدوان والاستعمار الصهيوني كما نلاحظه جهارا واذا كانت الوحدة السياسية بعيدة المنال فكيف تكون الوحدة العسكرية ؟؟ فاندماج الجيوش العربية في واقع عسكري واحد تحتاج لوقت طويل جدا ولنا تجربة في عام 1948يوم كانت الدول العربية سبعة وضاعت فلسطين وقال الشهيد ابو عمار عنها ( اضاعوها بأبخس الأثمان وكتب علينا ان نحررها بأغلى الاثمان بدماء اعز شبابنا ) نحن وحدويون بطبيعتنا وقوميون بممارساتنا ولكنا اثرنا ان يكون لنا هوية وهويتنا تصنعها البندقية ؟؟ اثرنا ان نناضل لنعيد للشعب الفلسطيني هويته الوطنية ليأخذ موقعه بين صفوف الامة وليكون نقيضا للوجود الصهيوني ومن هنا كانت عملية الضغط الشديد من العدو الصهيوني وبعض الانظمة العربية في عدم ابراز الشخصية الفلسطينية ونحن بمفهومنا نقول ان تحرير فلسطين طريق الى الوحدة وبتقديرنا ان اخر بقعة تتحرر من ارض فلسطين تكون بداية حقيقية للوحدة العربية واذا عدنا قليلا الى مشاريع الوحدة التي تم اجهاضها نلاحظ ان مصر ونتيجة للانفصال قالت انها تحملت الكثير بسبب النضال العربي وعليها ان تبني نفسها اولا ومن ثم تتحول الى الرؤيا العربية وضربت فكرة الوحدة حتى ان الجماهير العربية اصبحت تنظر الى اي تنسيق وحدوي بنظر الشك والريبة وعندما حصلت عدة محاولات للوحدة مثل اعادة التنسيق بين مصر وسوريا مرة اخرى ومحاولة ادخال العراق فيها نلاحظ ان هذا الكلام لم يستمر اذ ان معنى التحالف المصري السوري العراقي هو طوق رهيب على عنق العدو الصهيوني وهناك مثال اخر للوحدة الاتحادية بين الجمهوريات الثلاث سوريا ومصر وليبيا ولكن لم يشأ لهذه الوحدة ان تسير خطوات الى الامام وبقيت شيئا شكليا حتى ان العلاقة بين مصر وليبيا اصبحت من السوء لدرجة لم يبق بينهما سوى اعلان الحرب ان هذا الشعار الوطني الثوري ( الوحدة طريق فلسطين ) قابلته فتح لتقول لا .. بل علينا ان نبدأ العمل داخل الوطن المحتل وضرب العدو في العمق وعلى هذا الاساس نرفع بالمستوى العربي خطوات ال الامام وبعد ذلك نجعل من فلسطين طريقنا للوحدة العربية وعلى هذا الاساس جاءت فتح لتقلب المفاهيم العاملة في موضوع طريق التحرير ووضعت شعار ( التحرير طريق الوحدة ) .. وقد يتساءل البعض ما دمنا هكذا فهل نلغي دور الجيوش العربية في معركة التحرير وهل نحن كشعب فلسطيني قادرون على عملية التحرير كاملة ؟؟؟ واجابت فتح على هذه التساؤلات ( ان فتح هي طليعة الامة العربية في معركة التحرير ) اذ انه لنا عمق عربي ولهذا العمق طابعان أولهما الطابع الجماهيري والثاني دور الجيوش العربية .. ونحن ننطلق ان مهمتنا التقدم الى الامام وخلخلة الوجود الصهيوني في انتظار ان يكون للجيوش العربية دور الاجهاز على المجتمع الصهيوني

0 comments:

Post a Comment