آسيا الوسطى – أفغانستان : .. بعد انسحاب القوات الروسية من أفغانستان ، في أعقاب معارك استنزافية ضارية خاضتها تلك القوات مع الفصائل الجهادية الأفغانية ، وبعد انكفائها عن مسرح العمليات الأفغاني ، وبعد الأنكفاء الأمريكي عن المنطقة لمدة ثمانية أعوام - هي فترة ادارة الحزب الديمقراطي للولايات المتحدة الأمريكية برئاسة بل كلينتون - وانشغال هذه الأدارة بالوضع الداخلي ( معالجة نسب البطالة المرتفعة ، انخفاض معدلات النمو الأقتصادي .. الخ ) ، استثمرت الحركة الجهادية الأفغانية هذا الوضع وسارعت الى تصدير الثورة الأسلامية الى جمهوريات الجوار ، وخاصة تلك الجمهوريات المنحلة عن الأتحاد السوفيتي السابق ، بمسعى منها الى قيام حكم اسلامي في هذه الجمهوريات وتحقيق نمط ما من الوحدة الأسلامية بينها !! * حركة طالبان والمشروع الأسلامي : .. ما أن وصلت حركة طالبان الى رأس الحكم في أفغانستان و ادارة البلد ، حتى بدأت بدعم الحركات الأسلامية "الجهادية " في كل من الشيشان وأذربيجان وغيرهما بشكل ملحوظ ، وذلك تنفيذا لمشروع اسلامي كبير كانت تخطط له هذه الحركة مدعومة بذلك من ما يسمى بتنظيم " القاعدة " ، ويستند هذا المشروع الى المباديء الأساسية التالية : اذا كانت الجمهورية الأسلامية الأيرانية ( الغنية بمصادر الطاقة ، والنامية اقتصاديا ، وعلى طريق النووي ) تقبع على حدودنا الشمالية ، وتشكل رابطا جغرافيا مع المنظومة العربية الأسلامية . وأذا كانت باكستان الأسلامية النووية على حدودنا الجنوبية .. واذا قامت في جمهوريات آسيا الوسطى أنظمة اسلامية ، ونشأ ما بين هذه الجمهوريات نمط ما من الوحدة الأسلامية " وهي جمهوريات ذات أرث عسكري ونووي سوفيتي ... فان هذا الوضع سيشكل قاطعا جغرافياعرضيا !! ، وستكون كبريات الدول الأسلامية ذات النمو الأقتصادي المتسارع ( اندونيسيا ، ماليزيا .. ) ظهيرا لهذا القاطع من الشرق والجنوب الشرقي !! ، بينما ستكون منظومة الشرق الأوسط العربية ، الى الغرب من هذا القاطع الجغرافي وبذلك تكون المنظومة الأسلامية قد شكلت حاجزا جغرافيا واسعا جدا يفصل الغرب عن الشرق ، ويتحكم بممراته البرية والمائية ، فضلا عن كونه قوة اقتصادية ضخمة ، وقوة عسكرية كبيرة ، وذات عمق جغرافي استراتيجي يمكنها من تحقيق مصالحها ، ولعب دور فاعل وأساسي في السياسة الدولية !!! * ( المحافظون الجدد ) وسباق الأنتخابات : .. على ضربات هذا الواقع في أفغانستان وآسيا الوسطى .. استيقظ الحزب الجمهوري ، وعلى رأسه ( أصحاب المشروع الأمريكي وقادته – المحافظون الجدد – ) ، وخاضوا صراع انتخابي مرير وشاق ضد الحزب الديمقراطي للوصول الى البيت الأبيض ، وادارة السياسة الخارجية ، بما يخدم المشروع الأمريكي ، وعلى رأس الأولوية – غزو أفغانستان وتفتيت اي حلف قد ينشأ ويقطع الطريق على القطار الأمريكي ودفنه في أرضه .. ،، واستطاع المحافظون الجدد الوصول الى البيت الأبيض ، وان كان بطريقة غير ديمقراطية في حقيقتها ،، لأنه عندما تتقاطع الديمقراطية مع المصالح الأستراتيجية ، فلا مجال عندئذ " لأكذوبة " اسمها الديمقراطية !! . * القطار الأمريكي ينطلق : .. كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) ، والمباحث الفدرالية، على علم ودراية بوجود خلايا لتنظيم القاعدة داخل الأراضي الأمريكية ، تحضر لضرب أهداف حيوية ( اقتصادية ومدنية وعسكرية ) داخل الولايات المتحدة ، ولم تحاول الأدارة الأمريكية قطع الطريق على هذه الخلايا ، بل راقبتها عن كثب ، ومررت لها ضرب بعض الأهداف ، بغية استثمار هذا الواقع للأنطلاق نحو آسيا الوسطى والشرق الأوسط ، في مرحلة جديدة من مراحل أستكمال المشروع الأمريكي !! ، * ( القاعدة ) تضرب في العمق الأمريكي : .. برج التجار ة الدولي .. وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاجون " .. مركز الأتصال الدولي .. وغيرها ، من الأهداف التي مررتها ادارة ( المحافظون الجدد ) ، والتي استثمرتها كذريعة لغزو أفغانستان ، تحت عنوان معاقبة أفغانستان وضرب الأرهاب في بيته ،، فقامت بتجييش العالم – الذي أُصيب بالذعر من الذئب الأمريكي الجريح - خلفها، واستباحت ألبلد الفقير والمظلوم !!، ورفعت عنوان ( الحرب على الأرهاب ) كشعار للمرحلة !! وقسمت العالم الى دول أعتدال ، ودول " محور الشر " ، وأعلنت عن استراتيجية عملها مع دول الشر ، أو الدول التي ترعى وتدعم الأرهاب ، أو الأنظمة الديكتاتورية أو الأنظمة " ألعقائدية أو الأيدولوجية – الشمولية- " بأنها ستتعامل معها وفق اساليب الغزو العسكري المباشر وتغيير ألأنظمة ، العمليات البوليسية وألأمنية ، الأنتفاضات الجماهيرية ، الأنقلابات العسكرية ، الحصار الأقتصادي ، و............... ( العمليات القذرة ) !!!! * ملاحظة : ... لم توافق الأدارة الأمريكية على تحديد مفهوم الأرهاب ، أو وضع معايير يُحتكم اليها كمرجعية لمعرفة فيما اذا كان عملا ما ارهابا أم لا ؟ أم أنه عملا كفاحيا مشروعا ومكفولا ، للحرية أو العدالة ، أو الأستقلال !! . وعلى ذلك فان الأرهابي وفق المفهوم الأمريكي هو كل من يخالف أو يتعارض مع السياسة و المشروع والنهج الأمريكي !!! في العدد القادم : القطار الأمريكي من ( أفغانستان ) وآسيا الوسطى الى ( العراق ) وبلاد الشام ..... !
16:13
3asefa
0 comments:
Post a Comment